مرحباً بكم في تدوينة سأتحدث فيها عن الفرق بين الويب تون و المانجا ، فقد شهد عالم القصص المصورة تطوراً ملحوظاً مع ظهور أنواع مختلفة من السرد البصري، أبرزها المانجا اليابانية التقليدية التي نعرفها “بالأبيض و الأسود” والويب تون الكوري “الملون”. ورغم أن كلاهما يقدمان تجارب ممتعة لمحبيهما، إلا أن هناك فروقاً جوهرية بينهما تجعل كل نوع مميزاً بطريقته الخاصة.
في متجري هنا ستجد كل ما يساعدك في التحريك بالعظام
في هذا المقال، سأستعرض الفروقات الرئيسية بين المانجا والويب تون من حيث الأسلوب الفني أي الرسم و الإخراج ، و طريقة السرد و النشر ، فهل أنتم مستعدون؟ هيا بنا!

الفرق في الأسلوب الفني ” الرسم “
المانجا
يتميز كل من الويب تون و المانجا بأسلوب رسم مختلف، فالمانجا غالباً ما تكون بالأبيض والأسود، مع استخدام مكثف للظلال و التونز كما نعرف والخطوط الدقيقة لإضافة العمق والتفاصيل إلى الرسومات.
هذا الأسلوب يمنحها طابعاً فريداً، ما يتطلب مهارات يدوية أو رقمية متقدمة في الرسم و التظليل ، وهناك مانجاكا يابانيون متفوقون في هذا المجال ، وتركوا بصمتهم في عالم المانجا الساحر يا أصدقاء.

الويبتون
أما الويب تون، فهو يعتمد بشكل أساسي على الألوان الزاهية، مما يجعله أكثر جاذبية من الناحية البصرية، خاصة للقراء الجدد من هذا الجيل ، الذين يفضلون الألوان و تناغمها مع الرسومات و بالونات الحوار.
نظرًا لأنه يُرسم رقمياً منذ البداية، فإن الويب تون يتيح للرسلمين استخدام أدوات حديثة لإنتاج تأثيرات بصرية سلسة و جذابة. كما أن الألوان تساهم في إيصال المشاعر والتعبير عن الأجواء بطريقة أكثر جذباً من المانجا التقليدية.

الفرق في النشر والتنسيق
المانجا
إحدى أكبر الفروقات بين الويب تون و المانجا تكمن في طريقة النشر و التنسيق. المانجا تُنشر تقليدياً في مجلات مطبوعة أو مجلدات، وهي تُقرأ من اليمين إلى اليسار، ما يعكس الثقافة اليابانية في الكتابة، و التي تشبه إلى حد ما الأسلوب العربي في الكتابة.
و المانجا اليابانية بشكل خاص تباع و لا تٌنشر عبر الإنترنت ، إذ على القراء أن يذهبوا بأنفسهم للمكتبة و يقوموا بشراء الفصول كلما صدر عدد منها .

الويب تون
في المقابل، يمكن للقراء ، قراءة الفصول فور نزولها من المنزل ، لأن الويب تون مصمم ليتم قراءته رقمياً عبر التمرير العمودي، إذ أن الصفحات تُعرض على شكل شريط متواصل يسهل تصفحه عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية و كذلك الحاسوب.
هذا التنسيق يجعل تجربة القراءة عصرية للغاية ، و تواكب الزمن الذي نعيش فيه ، نظراً لامتلاك الجميع أجهزتهم النقالة، خصوصاً هذا الجيل الذي بات يقضي معظم وقته في استخدامها.

الجمهور
التفاعل مع الجمهور يختلف أيضاً بين الويب تون و المانجا، فالمانجا تعتمد غالباً على دور النشر والمجلات التي تتحكم في المحتوى والجداول الزمنية للإصدار. في المقابل، يتيح الويب تون للفنانين نشر أعمالهم مباشرة عبر منصات رقمية مثل Webtoon وTapas، مما يفتح الباب أمام تفاعل مباشر مع القراء عبر التعليقات والتقييمات.
هذا التواصل المستمر مع الجمهور يمنح الفنانين أي الرسامين فرصة كبيرة لتعديل القصة أو الرسم بناءً على ردود الفعل، الأمر الذي يجعل تجربة قراء الويبتون أكثر تفاعلاً من حيث الاستماع لرأي الجمهور.

القواسم المشتركة بين الويب تون و المانجا
لعل القاسم المشترك من الناحية البصرية هو بالونات الحوار ، التي ظلت محافظة على حضورها القوي في الويب تون و المانجا على حد سواء، و هي الطريقة الأوحد في نقل حوارات الشخصيات و انفعالاتهم.
وكذلك لا ننسى أن أسلوب رسم أو تصميم بانل المشاهد هو ذاته ، إذ أن المشهد يكون محصوراً داخل المربع أو المستطيل ، وهنا يتم رسم الشخصيات و الخلفيات.
أما بالنسبة لرسم الخلفيات ، لا أحد يرسم الخلفيات فعلياً ، فالغالبية العظمى تعتمد على المجسمات ثلاثية الأبعاد ، و التي تتيح برامج الرسم ، تحويلها إلى خلفيات في ثوانٍ.

طريقة تظليل الويب تون بسهولة: دليل شامل لتسريع التظليل
إذاً نستنتج أن الفرق بين الويب تون و المانجا ليس كبيراً يا أصدقاء ،سواء كنتم تفضلون الطابع الكلاسيكي والتفاصيل الدقيقة للمانجا أو الألوان والتنسيق العصري للويب تون، فإن الخيار يعتمد على ذوقكم الشخصي وتجربة القراءة التي تبحثون عنها، فلكل نوع مميزاته، بالنسبة لي ، أحب المانجا أكثر، فأسلوب رسمها أكثر دقة و تفصيلاً، هذا ذوقي الشخصي، و لكل منكم ما يحب ، ففي النهاية كلاهما فن له سحره ، آمل أنكم عرفتم الفروقات، أخبروني برأيكم في التعليقات ، و أراكم في تدوينا أخرى إن شاءلله.
اترك تعليقاً