
أن تعيش حياتك كمانجاكا عربي ليس بالأمر السهل ، فهو طريق مليء بالتحديات و الشغف في آنٍ معاً . المانجاكا غالباً يعيش حياته تحت رحمةِ الوقت ، خاصةً لو كان يعمل على مانجا ، فهذا يكون أصعب بكثير، لأن لديه عمله المستقل الذي يتطلب منه النشر بانتظام على الإنترنت أو في المجلات.
متجري الإلكتروني فيه كل ما تحتاجونه كرسامين
يبدأ المانجاكا يومه عادةً بالتفكير في الفصل القادم، و يقلق حول المواعيد النهائية التي لا ترحم، فالذهن يكون مشغولاً بالتفكير بكل شيء حول المانجا خاصته ، مثل السيناريو ، تنسيق الصفحات، و رسم السكتشات، و هذا ما تلمّستُهُ أنا عندما كنت أعمل على مانجا شهرية مكوّنة من ستة فصول.
لا يعمل بعض رسامي المانجا بشكل منفرد، بل هناك رسامون يتقاسمون العمل سوياً مع موهوبين آخرين، مثل كاتب سيناريو ينسق معه الأفكار، و لكن حتى هذا النوع من التعاون لا يخلو من التوتر ، فقد تتضارب الآراء حول مشهد معين ، أو قد لا يتفق الاثنان على صيغة معينة للشابتر القادم ، الأمر الذي يزيد جرعة الضغط أكثر، و هنا قد يضطر الطرفان أن يتنازلا و أن يستمعا لبعضهما البعض.
و هناك عَقَبة تواجه المانجاكا كذلك ، وقد تكونُ الأصعب ، ألا وهي تكدس الفصول التي يجب عليهِ إنهاؤها في الموعد ، الشيء الذي يزيد ساعات العمل بشكل مضاعف، و يسبب المانجاكا القلق حتى أثناء وقت الاستراحة أو الحياة اليومية، فموضوع الفصول أمر يشغل بال رسام المانجا على الدوام.
بالنسبة لي ، أرى أن نسيان المانجاكا لحياته الأسريّة هي أكبر مشكلة ، لأن العائلة تأتي قبل أي شيء في الحياة ، فهناك الكثير من الرسامين ينغمسون في عالم الرسم لساعاتٍ طِوال، و بالكاد يرون عائلاتهم، و هناك يأتي أهمية تنظيم الوقت بشكل إلزامي، و تحديد وقت يقول فيه ” كفى لقد انتهيت من الرسم الآن” و من هناك يقطع كل صِلاته بالرسم و يجلس مع عائلته.
أحد الحلول المقترحة ، هو اعتماد جدول يومي صارم ، نعم صارم، حيث يبدأ فيه المانجا العمل لِنقُل في السادسة صباحاً ، عندما تكون الأجواء هادئة و الذهن صافياً، و ينتهي فيه قرابة الحادية عشرة صباحاً، هنا حيث يبدأ أفراد العائلة بالاستيقاظ الواحد تلو الآخر، و يقوم الجميع بالإفطار معاً.
من جهة أخرى لا يجب على رسام المانجا و الويبتون أن يُثقل نفسه بمهام متعددة، بل عليه أن يتقبل أنه سَتَمُرُّ عليهِ أيام ستكون أقل إنتاجاً من المعتاد، و أن هناك لوحات أو صفحات قد تحتاج إلى إعادة رسم من جديد، و هذه طبيعة حياة الرسامين، و عليه أن يهيئ نفسه ، لكي يكون قادراً على احتواء هذه المصاعِب و التأقلم معها.
و الآن دعوني أحدثكم عن واحدة من أهم مشاكل عصرنا بشكل عام ، و للرسامين بشكل خاص، ألا وهي قلّة الحركة، فلا يخفى على أحد أن الرسامين يقضون أوقاتً طويلة جالسين أمام الحاسوب لرسم جميع فصول المانجا الطويلة و المُرهِقة، و هذا يؤدي لمشاكِل صحية جَمّة مستقبلاً لا سمح الله.
كيفية صقل مهارات رسم الانمي الخاصة بك يومياً
الحل في غاية البساطة ، و هو القيام بتمارين بسيطة، لا داعي للاشتراك في النادي الرياضي، مجرد عشرة إلى عشرين دقيقة في اليوم كافية لتنشيط الجسم و الدورة الدموية ، ومنع ضمور العضلات فمثلاً يمكن أن يقوم المانجاكا بالجري خارج البيت لعشرين دقيقة ، في وقت الاستراحة ، أو القيام بتمرين القرفصاء قبل إكمال الرسم، وهذا استثمار ناجح في صحتك و عملك أيضاً.
و في الفقرة الأخيرة من هذا المقال الشيّق، أذكَّركُم أنتم أو أي مانجاكا يقرأ هذه السطور، أن التواصل الدائم مع الجمهور ضروي للغاية، فهم سر النجاح ، فلا تقطع علاقتك بهم ، و ابقهم على اطلاع دائم بسير عملك، مثل نشر المنشورات حول النقطة التي وصلت إليها في الفصل القادم.
وفي الختام، يجب أن نعلم أنَّ حياة المانجاكا ممتعة متعبة و مشوّقة، و حياة يكتنفها الغموض أحياناً ، و لهذا السبب ، قوموا بتقدير المانجاكا العرب أينما وجدتموهم، فهم يستحقون التقدير. شكراً و ألقاكم في مقالة أخرى إن شاءلله.