اليوم سوف أشارككم ببعض من جوانب موهبة الرّسم لدي و طرقي في تعلم رسم الانمي، حتى تتعرفوا عليّ أكثر، و تعرفوا أن الوصول للهدف ممكن. كل فنان بدأ بخط متواضع، لكن الإصرار هو ما يصنع الفرق. لا تقلقوا إن كنتم تشعرون أن رسمكم ضعيف الآن، لأن الخطوة الأهم هي أن تبدؤوا. فرحلة تعلم رسم الانمي ليس حلمًا بعيدًا، بل رحلة تبدأ من أول خط ترسمونه.
الصف الأول حيث كانت أول رسمة
في البداية، لم أكن أعلم أنني أملك الموهبة. كنت فقط أحب الانمي والكرتون الذي كان يُعرض على التلفاز، خاصةً الرسوم اليابانية، التي لطالما سحرتني بأسلوبها وتفاصيلها. كنت أمسك دفتري في المدرسة وأرسم بعفوية.
أول لحظة اكتشفت فيها موهبتي كانت على يد معلمة الرّسم في الصف الأول الابتدائي. طلبت منا رسم تفاحة بثلاثة ألوان: الأحمر، الأخضر، والأصفر. رسمت دون تردد، وعندما رأت المعلمة رسومي، رفعتها أمام الصف وقالت إن رسمي متفوق على أقراني. تلك اللحظة كانت فارقة، لأنني بدأت أؤمن بنفسي.
منذ ذلك اليوم، أصبحت المعلمة تشجعني، وتعرض رسوماتي أمام زملائي، وتمنحني ثقة لم أكن أعرف أنني أحتاجها. لا يمكنني أن أنسى شعور الفخر حين كنت أرى رسوماتي معلقة على حائط الصف.
طلبات زملاء الصف… ولكن بالمجان
قبل كل حصة رسم، كان الزملاء يلتفون حولي يطلبون مني أن أرسم لهم. لم أكن أتردد، بل أرسم لهم بكل حماس. ووالدي، الذي لطالما دعم موهبتي، لم يكن يبخل عليّ بأدوات الرسم، من دفاتر إلى ألوان فاخرة.
لكن، رغم الموهبة، لم أكن أتحسن. كنت أواجه صعوبات في رسم الوضعيات والزوايا، وكنت أشعر بالإحباط. هل تعلمون السبب؟ لأنني لم أكن أتدرب. توقعت أنني طالما أرسم جيدًا، فلا حاجة للتدريب. وكنت مخطئة تمامًا.
كيف تطورت؟ بطريقة كنت أتجاهلها لسنوات
أذكر تمامًا اللحظة التي قررت فيها التدريب بجد. بعد إنهاء أعمالي، كنت أجلس مع عائلتي وأحمل دفتر الرسم، وأطبق الخطوات التي تعلمتها من مواقع تعليم الرسم، وأكرر كل حركة وكل خط مرارًا وتكرارًا.
صفحة تلو الأخرى، كنت أملأها برسمات تدريبية. وصدقوني، بعد أسبوع واحد فقط، لاحظت تحسنًا ملحوظًا. بدأت أتقن رسم الوجه والجسم بشكل لم أكن أتخيله. وهذا ما أنقذني من حالة الجمود.
قررت بعدها أن أنقل تجربتي للآخرين. أنشأت قناتي لتعليم التحريك، ثم موقعي هذا، لكي أشارككم رحلتي وتفاصيلها، وأسهل عليكم الطريق، وأحذركم من الأخطاء التي وقعت فيها.
صناعة المانجا كانت نقطة التّحول في تعلم رسم الانمي
رسم المانجا، صدقوني، كان أقوى وسيلة لتطوير رسمي. عام 2022 كان نقطة التحول. لطالما كنت أبدأ مانجا وأتوقف، ولم أتحسن فعليًا. لكن حين قررت أن ألتزم، تغير كل شيء.
جلست أيامًا طويلة أعمل على فصول المانجا. كنت أرسم ليلًا ونهارًا، وشيئًا فشيئًا أصبحت يدي أكثر مرونة. بدأت أتحكم في الخطوط، وتجاوزت صعوبات مثل رسم اليدين أو الوضعيات الصعبة.
تخيلوا أنني بعد فترة قصيرة، أصبحت أرسم اليد دون الحاجة إلى التخطيط المسبق! وأصبحت أرتجل في الرسم بثقة كبيرة، وكل هذا فقط لأني التزمت بالممارسة من خلال رسم مانجا كاملة و هذا من أحد أسرار تعلم رسم الانمي.
إبدأو من الآن حتى لو كنتم مبتدئين في الرسم
أنتم كذلك، لا تنتظروا أن تصبحوا محترفين حتى تصنعوا مانجا. بل على العكس، صناعة المانجا هي ما ستجعلكم محترفين. لا تفكروا كثيرًا في النتيجة النهائية، بل ركزوا على كل صفحة ترسمونها، كل إطار، كل حركة.
قد ترون أن العمل طويل، أو أن مستواكم لا يسمح بذلك، لكن الحقيقة أن كل مانجا ترسمونها، ستنقلكم لمستوى أعلى. تعلم رسم الانمي يبدأ من الإصرار على الإنتاج، لا من الانتظار الطويل حتى يأتي “الوقت المثالي”.
تعلم رسم الانمي ليس مجرد هواية، بل رحلة حياة. قد تبدأ بخط عشوائي في دفتر المدرسة، وتنتهي بموقع أو قناة يتابعك فيها الآلاف. لا تخجلوا من بدايتكم، ولا تقارنوا أنفسكم بمن سبقكم، بل اعملوا على تطوير مهاراتكم يومًا بعد يوم.
إن كنت تحلم بأن تصبح مانجاكا أو رسام أنمي و تعرف رحلة تعلم رسم الانمي، فابدأ اليوم. افتح دفترك، وابدأ بأبسط الشخصيات. كرّر المحاولات، وشارك أعمالك، واستقبل النقد بكل حب. الرسم ليس موهبة فقط، بل إرادة وصبر وجرأة على التعلم. والجميل في هذا العالم، أنه لا حدود له.
اترك تعليقاً