top of page
  • صورة الكاتبSamar

لماذا الأنميشين العربي ضعيف ولا يصل للمستوى الياباني؟



 

القصة :

هناك عدد لا بأس به من الرسوم المتحركة العربية ، مثل سنوحي و سوبر هنيدي و حسيب في دنيا الأرقام و أساطير في قادم الزمان و حالياً أنميشين عائلة مشيع ، ولكن لماذا تتشابه الكرتونات العربية؟ دائماً ما تحمل نفس الفكرة بحجة الهدف التربوي ، متمسكة بنفس النمط المتكرر الممل، فكلما سمعت عن "إنمي أو كرتون عربي" يتبادر إلى ذهني ،عمل ذو قصة مهلهلة ضعيفة ، وشخصيات تحمل طابع اللطافة المفرطة ، دون أن تفرق بين الطيب و الشرير ،و دون وجود هدف نهائي لبطل المسلسل ، و أغلبنا يترك ولا يتابع الأنميشين العربي.


لا توجد قصة حقيقية في الكرتونات العربية ، بل هدف أغلب الأعمال غرس المبادئ ، نفس الحبكة في كل عمل ، وكأن المشاهد لا يتعلم في منزله و مدرسته حتى تلاحقه الكرتونات العربية و تعطيه جرعة إضافية.


كلنا مع هذه القيم ، ونحب أن نتعلم منها ، ولكن لماذا لا يحتوي العمل على فكرة أساسية ؟ و المشكلة هنا أنهم لا يفكرون خارج الصندوق ، ولا يأتون بقصص تجذب المشاهد كبيراً كان أو صغيراً ، توجد الكثير من الأفكار الجميلة التي تصلح أن يُصنع منها كرتون أو انمي .



الفئة :

المشكلة الثانية هي أنها دائماً ما تكون موجهة للأطفال، دون إعطاء أية أهمية بفئة الشباب الذين ينتظرون عملاً يناسب ذوقهم ، بالرغم أن جميع الانميات المدبلجة تم تحويرها و تحريفها من فئة الشباب لأجل أن تناسب الأطفال ومنها كونان على سبيل المثال لا الحصر، فأصبحت عندنا حلقات لا تعد ولا تحصى من الكرتون و الانمي المخصص للأطفال بشكل كبير، وأما الشباب فنادراً ما يجدون عملاً يناسبهم ،وحتى الأعمال التي كانت تعرض في قناة سبيس باور ، تم حذف و تغطية الكثير من المشاهد و تحريف القصص ، وترك جزء الأكشن منها فقط ليبدو هو الأبرز ، أي أنه لم يعد هناك فرق بين سبيستون وسبيس باور في هذه الحالة ،لكل واحد وجهة نظر مختلفة حول الموضوع ،و قد لا نجد شخصان يتفقان على الأمر نفسه.



المراهقون والشباب يجب إما أن تدبلج أو تترجم لهم أعمال تناسبهم أو يُصنع لهم عملٌ أسطوريّ ، أنا لست مؤلفة ، ولا أفهم في كيفية الإتيان برواية أو قصة قصيرة ، ولكن هناك من يبرع في هذا الأمر ، فالمواهب لا تنتهي


الأعمال الأجنبية:

من منا لم يشاهد الكراتين الأمريكية الشهيرة مثل سبايدرمان أو توم وجيري أو الأعمال اليابانية مثل أنا وأخي أو أجنحة كاندام و أكثر ، بل وتركزت طفولتنا على تلك الأعمال، ولكن هل تساءلتم يوما لماذا انتشرت و اشتهرت تلك الأعمال؟ ولماذا وصلت للعالمية؟ السبب بسيط وهو القصة، فهي أهم عنصر في أي عمل ، وفي أحيان كثيرة يكون أهم من التحريك نفسه، دعوني أسألكم هل سيترك الشاب مشاهدة ناروتو ويذهب لمشاهدة سنوحي؟ لا بكل تأكيد، وهنا تكمن المشكلة في الانميشين العربي، فأعمالهم كما نعلم بحر لا ينضب ، بحر من القصص الجديدة ، و التي لا مثيل لها ، يأتون بأفكار جذابة و تجعلنا ننبهر بها، إذاً لما لا تخطو صناعة الرسوم المتحركة العربية مثل هذه الخطوة؟ بدلاً من إعادة تدوير الأفكار المستهلكة ذاتها مراراً و تكراراً ؟



فهناك مصادر لا حصر لها للإلهام ، مثل القصص و الكتب و الروايات العربية ، التي ألفتها قامات كبيرة ، فيمكن تحويل رواية عربية منها إلى انمي مثلما فعل اليابانيون برواية البؤساء، والتي أنتجت لنا عملاً يحمل قيمة أدبية و تربوية غنية ، مع أحداث درامية تأسر المشاهدين حلقة تلو الحلقة، وهناك روايات غيرها تحولت لرسوم متحركة كثيرة فيها الفائدة و العبرة، و أمكنهم أيضاً أن يحولوا شخصيات أفادت البشرية مثل الفلاسفة و العلماء إلى انميشين ، ونروي سيرة حياتهم ، ليس هذا فقط، بكل هناك كُتاب جدد يمتلكون قصص فريدة، و تعاونت و قرأت أعمالهم بنفسي، و هم ينتظرون الفرصة السانحة من أجل تحويل أعمالهم إلى انمي.



الأعمال العربية:

كل مرة أرى فيها كرتون أو انمي عربي ،كان ذلك يسعدني ، ويعطيني الأمل بأنه قد يتطور ، ولكن للأسف يبدو ذلك الأمر بعيد المنال ، فقد صدمتنا سبيستون بإنتاج عمل كرتون لعائلة مشيع ، الأمر الذي أثار ضجة بحسب ما قرأته من تعليقات متابعي صفحتهم ، و المخيب للأمل أن العمل لا يحتوي على حبكة قوية ، مثل الإنميات اليابانية ، و طريقة الرسم طبعا ليست هي الأسلوب المفضل لدى أغلبنا ، و كما رأينا بأنه عمل طفولي لا غير ، و يجدر الذكر أن هناك أعمالا جميلة و تستحق التقدير مثل إمارة .



ولا ننسى العمل الجميل أساطير في قادم الزمان، و الذي اتبع الأسلوب الياباني في الرسم و التحريك و الخلفيات، و قد كنت متحمسة حين سمعت عنه، لكن قصته لم تكن بذلك الإختلاف، إذ أنه يتحدث عن حكايات قديمة من أجل أخذ الفائدة و العظة من كل حلقة ، الأمر المشابه لجميع الأنميشينات العربية للأسف، وودت لو انهم يخرجون من تلك العباءة ، و يأتون بأفكار جديدة تجذب المشاهدين أكثر من القصص التقليدية ، ولكن ولنكون منصفين ، هذه أول خطوة عربية جادة للدخول لعالم صناعة الإنمي، و أنا من منبري هذا، أحييهم على جهدهم الجميل.



أما من الناحية القصصية، فأنا اقترح مثلاً أن يصمموا انمي غموض أو دراما مع شخصيات قوية و أن تكون فكرة العمل تتحدث عن حادثة أليمة أو مأساة مر بها بطل القصة ، أو أن عليه البحث وإيجاد كنز ما أو أباه المفقود الخ ، و أن يضعوا داخل حبكة القصة بعض العبر و المواعظ إن دعت الضرورة إلى ذلك ، و أن نتعلم مثلاً أهمية العائلة أو أن المال لا يجلب السعادة "ضمن أحداث القصة نفسها" ، وهنا سنحصل على عمل متميز للغاية ، تجتمع فيه قيمتان مهمتان و هي القصة الجميلة التي تشد المتابع و العبرة التي نستخرجها خلال المسلسل.

هكذا قد نرتقي في صناعة الانمي أو الكرتون في الدول العربية و تصل لمستوى أعلى مما هي عليه ، فلن تجد في مواقع التواصل المتابعين قد يناقشون حلقات عائلة مشيع ، بل كلنا الآن مهتمون أكثر بالحديث عن حلقات هجوم العمالقة ، هنا يكمن الفرق ، القصة أولاً.

أتمنى أن تشتركوا في النشرة البريدية لاستلام إشعارات حول دروس الأنميشين الجديدة ، وتحديثات الإنمي و المانجا ، أو قم بحفظ الموقع في المفضلة من أجل الرجوع إليه لاحقاً، و سوف يسعدني مشاركتكم للتدوينة عبر فيسبوك وتويتر و انستغرام لَعلَ أحداً يستفيد، و يمكنكم الإنضمام إلى مجموعتنا التي تضم موهوبين في الدبلجة و الرسم و التأليف و التحريك، حيث ننشئ معاً مشاريع متنوعة هـنـا



٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page